°شبيهة المهرج°

نال مني المرض وغلبني العياء فأغلق رغبتي في الحديث وبات الكل في نظري مقرفا فأعلنت حملة كرهي واضطهادي للزكام....
نعم الزكام أو نزلة برد فبسبب ذلك الفيروس البسيط أشعر بالحنق تجاه نفسي وتجاهه ﻷنه اختار زيارتي ...
آلامه النفسية علي أشد وأقوى فمعه أتحول لقنبلة قابلة لﻹشتعال وتفريغ ما بداخلها في وجه أي كان، حاملة للرغبة في شتم العالم وبلعن المناخ فبتغيره يذكرني بأن لا تباث في العالم فتشتد معاناتي...
أنفي بعادته مكور ومبسط كأني لكمت على يد محارب في طفولتي
ولا أدري منذ متى لكنني موقنة أنه رافقني ما طال من زمني
 وبأنني كنت محظ سخرية أمي بسببه فيأتيه الزكام ليجعله أكثر بشاعة بلونه اﻷحمر الدموي وامتلاء جفواته بذلك المحتل لمغاراتي ذلك المخاط الذي لا رغبة له في اﻹنسحاب من أرضي حابسا جزيئات اﻷوكسجين من العبور الي فأضعف مقتربة للهذيان ومع كثرة احتكاكه بالمناديل تكتمل جمالية الصورة ﻷصبح شبيهة المهرج.....
و لا أحدثكم عن عيناي الدامعتين كأنك فتحت صنبورا ليلا ونسيت إغلاقه فيفسد كحل عيني فتحاط مقلاتاي بغيمة سوداء كأن ذلك المحارب عاد واختارهما هذه المرة وجهة للكماته....
وجسدي يتمايل ذات اليمين وخطوة لﻷمام عقلي ذاهب كمخمور
 سبعيني تآكل بفعل قسوة الزمان....
محاطة بأكوام المناديل التي إن جمعتها ستدرك أن أمثالي من تسببوا بتقلص حجم الغابات...
أحمل المرآة فأرى بياض وجهي تحول لﻹصفرار المعاف وأمر بنظري على هالاتي فأشيحه بسرعة خوفا من اﻹغماء وما إن يقع على ذلك المكور أنفجر ضاحكة بتذكري أن من أحبه يحبه!

Share:

2 comments